المقدمة :-
(كيف يتفعل الطفل مع الوفاة ) :-
يتأثر كل أفراد العائلة دون استثناء بما فيهم الاطفال فى حالة وفاة احـد افرادها وبالرغم مــن أنه وقت عصيب ؤعلى الجميع ولكن يجب الالتفات للاطفال لانهم يستاثرون حتما بالوفاة وهذا التاثير يعتمــد على جملة عوامل :-
- مدى قرب الشخص المتوفى للطفل والعائلة وكيف كان دورة فى العائلة .
- فيما اذا كانت الوفاة متوقعة أو اذا كان الفرد مريضا .
- عمر الطفل ومدى ادراكه وكيف ستؤثر الوفاة على حياته ، حديث الولادة ربما يحث بالوفاة من خلال تأثيرها على إسلوب رعايته والروتين اليومى له إذ يكون شديدة الحساسية للمشاعر الغير سعيدة التى يظهرها الاخرون حوله و قد ينتج عن ذلك زيادة القلق والحاجة لاهتمام أكثر .
الاطفال قبل عمر المدرسة تكون نظرتهم للوفاة حدث مؤقت يزول ليعيدو الشخص للحياة مرة ثانية وهذا ناتج من ثقافتهم التى تعتمد على الافلام الكرتونية. الاطفال بعمر 5 سنوات يدركون حقلئق أساسية عن الموت :-
الموت يحدث لكل الكائنات الحية .
له سبب معين .
يعنى الوفاة فرق أبدى .
اضافة الى ما جاء أعلاه فهم يدركون ان الناس المتوفين لا يحتاجون للطعام والاكل ولا يرون ولا يسمعون ولا يتكلمون ولا يشعرون .
أما المراهقون فهم يدركون معنى الموت كما يدركه البالغون ويراعون مشاعر الاخرين ، أكثرالاطفال يظهون الغضب والقلق والحزن كرد فعل للموت وهذا طبيعى لفقدان شخص عزيز عليهم كان مصدر للاستقرار والامان لهم . ويظهر غضب الطفل وحزنه من خلال توتره فى اللعب ، الكوابيس ، القلق يتضح أيضا من الكلام الطفولى والسلوك الطفولى وكثرة مطالبتة بالطعام و زيادة التعلق. والاطفال الاصغر عمرا قد يتولد لديهم اعتقاد بأنهم سبب وفاة الشخص القريب لهم أما المراهقون فقد يتعذر عليهم إيجاد الكلمات المناسبة للتعبير عن قلقهم ويعتقدون أن إظهارهم للقلق قد يسبب إزعاجا للاخرين .
- ظــروف الوفــاة :- تؤثر فى مــدى وقــع الوفاة على الابناء ، لكل عائلة رد فعلها الخاص تجاة حالة الوفــاة وللــدين والتقاليد تأثير مهــم على ما يحدث وهنـالك عـوامل لها تأثير كبير من وجـه نظر الطفل :-
- ما هو تأثير قوة صدمة الوفاة لانها كلما كان وقعها أقوى كلما كان تكيف الطفل أصعب .
- حدوث الوفاة كان مفاجئا أو متوقعا وهل حدثت الوفاة نتيجة تأثير صدمة قاسية أو هى خلاص من المعاناة.
- تأثير الحزن على أفراد العائلة لان هذا ينعكس على مدى قدرتهم على إطاء الطفل الرعاية الكافية بعد الوفاة .
- هل يتوفر الاسناد الدعم للعائلة فعليا .
مساعدة الطفل للتطبع على الوفاة :-
تكون المساعدة أفضل إذا أدركت مدى تأثير الوفاة على الطفل ويقودنا هنا لمعرفة الصعوبات التى يواجهها الطفل للتطبع مع الوفاة .
المرحلة المبكرة :-
فى بعض الاحيان يحاول الاباء عدم إخبار أولادهم بما حدث من أجل حمايتهم لكى لا يتعرضوا للالم والمعاناة ولكن التجارب فى هذة الخصوص اثبتت ان اطلاع الابناء بالوفاة فور وقوعها يكون أفضل ، ويجب على الاباء أن يصغوا الى مفهوم أطفالهم عن الموتا والاجابة على أسئلتهم وطمأنتهم ، وغالبا ما يكون قلق الاطفال ناجم عن كونهم سيفارقون الاحبة أو قد يكون القلق ناجم عن تعرضهم للوم بسبب الوفاة فكلما كان مسموحا لهم للتعبير عن أنفسهم وتوضيح أرائهم ومن خلال اللعب كلما كان امكانية تكيفهم للموت أكثر ويكون أقل عرضة للاضطرايات العاطفية لاحقا ويجد الاطفال راحة كبيرة بتوفيرهم صورة فوتوغرافية للمتوفى لكى يستطيعوا استرجاع ذكريات الشخص المتوفى ومن المهم جدا اشتراك الاطفال فى الطقوس والتقاليد المشيعة فى الوفاة يساعدهم هذا فى التكيف ولكن اذا لم يرغب الطفل حضور هذة الطقوس فلا يجب أن يجبر على ذلك .
المراحل اللاحقة :-
بمجرد قبول الطفل للوفاة كحقيقة واقعة ستظهر مشاعر الحزن والغضب والقلق بين فترة وأخرى ولفترة طويلة من الزمن وعادة فى أوقات غير متوقعة ، على الاباء ومن ينوب عنهم أن يقدموا الرعاية المطلوبة والاهتمام اللازم للطفل ويسمحوا له بالتعبير عن وجهه نظره واظهار مشاعرة بدون ان يسبب ازعاجا للاخرين كما يعتقد هو .
بعض الاطفال يعتقدون ان المتوفى لا يزال حيا يرزق وهذا الاعتقاد طبيعى فى الاسابيع الاولى التى تلى الوفاة ولكن استمرار هذا الاعتقاد لفترة أطول قد يسبب مشاكل كثيرة .
العلامات المنذرة بعدم تطبع أو تكيف الطفل :-
معاناة من الكآبة لفترة طويلة مع فقدان الرغبة لاداء الاعمال الاعتيادية اليومية وعدم الاهتمام بما حوله من الاحداث
عدم القدرة على النوم ، فقدان الشهية للطعام ، الخوف المتواصل من الوحدة
يتصرف مثل الاطفال فى مرحلة عمرية أدنى
ينفى أو ينكر وفاة أحد أفراد العائلة
يقلد الشخص المتوفى على الدوام
يتكلم باستمرار عن رغبته بالالتحاق بالمتوفى
الانعزال عن الاصدقاء
- تدهو واضح فى الاداء المدرسى أو رفض الذهاب الى المدرسة
ان العلامات أعلاه تؤكد بأن الطفل يجب ان يعرض على طبيب الامراض النفسية للمراهقين والاطفال ليساعد الطفل على تقبل الوفاة وليساعد الاقارب المحيطين بالطفل لمساعدته من خلال المواساة والعزاء وطبيب العائلة يمكنه إبداء المساعدة من خلال احالة الطفل الى مركز الخدمات النفسية للاطفال والمراهقين الذى يتألف من فريق عمل من الطبيب النفسى ، الباحث الاجتماعى والمعالج النفسى … إلخ
الجمعية العراقية للصحة النفسية للاطفال / بغداد – العراق 2005
حقوق هذه المقالة محفوظة للكلية الملكية البريطانية للطب النفسي