المقدمة:-
ويعني إصطلاح إيذاء النفس :- عندما يؤذي المراهق نفسه عمدا بطريقة ما لتخقيق هدفا أو غاية ينبغي تحقيقها .
من الأمثلة الشائعة :- تناول العقاقير بجرع كبيرة , أحداث جروح متعددة فى أجزاء من الجسم , أو حروق بسيطة , أو قطع الشعر إضافة الي تناول عقاقير مخدرة محظورة وتناول الكحول بكميات كبيرة أو خنق النفس .
وبشكل عام ( إيذاء النفس ) هي دلالة علي وجود اضطرابات نفسية خطيرة .
لماذا يتعمد الأحداث أو المراهقين إيذاء أنفسهم :-
إيذاء الذات هلي طريقة يلجأ اليها المرعقين للتعبير عن مشاعر
عميقة ومعقدة داخل أنفسهم وعندما تسأل المراهقين عن سبب إيذاء أنفسهم فتجد أن أجابتهم مختلفة :-
- بعضهم يجيب انه بدأ يشعر أن مشاكلهم معقدة واستحالة وجود حل لها ولا يجدوا من يساعدهم في ذلك وقد كان إيذاء النفس متنفسا لهم يشعرهم ببعض الراحة .
- البعض الآخر يقول أن مشاعر الغضب والتوتر تراكمت من داخلهم الي درجة تصل الي الإنفجار فباعتقادهم أن إيذاء النفس يحفف هذه المشاعر المؤلمة .
- البعض منهم يقدم علي إيذاء نفسه كعقاب لذاتة لأعمال مخجلة يعتقد أنه إرتكبها وللتخفيف من الإحساس بالذنب الذي يزعجه .
- بعض الأحداث يواجهون التجارب المؤلمة مثل الضغوط , الإيذاء النفسي والجسدي بالامبالاة ويقنعون انفسهم أو يوهمون أنفسهم بأنها لا تحدث ونجدهم يعيشون في حالة من الخدر والانقطاع عن العالم كنتيجة لذلك يقولون أنهم أصبحوا معزولين عن العالم ولا يعرفون ما يدور حولهم فيلجأون الي إيذاء أنفسهم ليستعيدوا صلتهم بالواقع وبما يجري حولهم .
من هم أكثر عرضة أو استعداد لإيذاء نفسه :-
- إيذاء النفس عادة يبدأ بعد مشاجرة مع صديق عزيز أو الآباء .
- عندما يكون الإهمال , الأذي بأنواعه والقهر شيئا متعمدا في العائلة .
- الأحداث الذين يعانون من الإكتآب
- اضطرابات تناول الطعام
- الأحداث الذين يتناولون العقاقير المحظورة وكميات كبيرة من الكحول
المساعدة المتخصصة :-
وهناك عدة أساليب لإجراء مقابلات مع المراهقين وذويهم ويعتمد ذلك عل نوع المشكلة وأسبابها , فالمراهق يحتاج دعم نفسي ومساعدة للتخلص من المشاعر الصعبة التي تسيطر عليه وتدفعه لهذا السلوك وكذلك مشاركة الآباء في ذلك لإرشادهم للأساليب والطرق التي يستطعون من خلالها تقديم المساعدة لأولدهم لتجاوز محنتهم وقد تحتاج حالات إيذاء النفس جلسات نفسية ولفترة طويلة للشفاء التام منها وبعد معالجة الأمراض النفسية مثل الكآبة والقلق التي قد تكون دافعا لها .
ما هو السبيل للمساعدة :-
الأخداث الذين يقدمون علي إيذاء أنفسهم يحاولون التأقالم والتكيف مع متطلبات واقعهم ويكافحون من اجل ذلك , لذلك فهم بأمس الحاجة للمساعدة , ويتصرفون بسرية تامة ويشعرون بالحرج والخجل من التحدث بخصوصها وعنا علامات معينة ممكن الإستدلال منها علي إيذاء النفس مثل :- تجنب إرتداء الملابس القصيرة وعدم خلع القميص عندما يتطلب الأمر ممارسة الرياضة .
الآباء والمعلمين تكون مساعدتهم للمراهق كما يلي :-
- ملاحظتهم لعلامات الاضطراب علي اولادهم ويحالوا التقرب اليهم ومحادثتهم بأسلوب ما ولمعرفة مشاعرهم وماذا يخفون .
- الاهتمام بمشاكلهم والاستماع اليهم بكل تأني وهدوء أخذها علي محمل الجد .
- إبداء العطف والتفهم .
- المساعدة علي خل المشاكل .
- ليبقي الآباء والمعلمين هادئين ويسيطرون علي مشاعرهم .
- أن يكونوا مدركين لمخاطر إيذاء النفي لدي أولادهم , ومن الممكن تقديم المساعدة اللآزمة , ومعرفة الأسباب الكامنة التي تؤدي الي هذا التصرف يمكن الحد منه وإيقافة .
من المهم جداً :- أن يعرف الأحداث أن هناك أشخاص مهتمين بهم وجاهزين ومستعدين لتقديم المساعدة لهم إذا إحتاجوها وإلا فإنهم سيعمدون الي إيذاء أنفسم للتخفيف من معاناتهم .
من المهم أيضاً :- أن تعرف هل أن الآباء مؤهلين فعلا لتقديم المساعدة لإطفالهم إذا طلبوها ؟ طبعاً لا يمكن ذلك إذا كانت المشاكل والخلافاتالعائلية هي الطاغية علي الجو العام للعائلة ويكون هم إيضاً يحتاجون مساعدة وإستشارة نفسية لمعاناتهم وبالتالي ستكون إستشارة طبيب المركز الصحي القريب مهمة جداً .
وعلي المعلمين :- أن يعقدا علاقة صداقة صحيحة مع طلابهم ويشجعوهم علي الإخبار عن أي حالة أو ظاهرة تزعجهم وعن أي حالة إيذا نفس ضمن مجموعاتهم والتثقيف بشأن حالات إيذاء النفس ومضارها وقد تصل الي الوفاة .
المساعدة المتخصصة :- من الممكن استشارة طبيب المركز الصحي إذا أحتجت الي مساعدة مهنية طبية وقد تتطلب الاحالة الي مكتب الخدمات النفسية لكي تعرض علي طبيب نفسيه للأطفال لمعالجة الأسباب المؤدية لهذه السلوكيات مثل الكأبة , القلق وبأشراك الأباء تكون الفائدة لتعرف خلفيات حدوث هذه الظاهرة أو السلوك .
الجمعية العراقية للصحة النفسية للأطفال / بغداد – العراق 2005
حقوق هذه المقالة محفوظة للكلية الملكية البريطانية للطب النفسي