د. اشرف موفق فليح
علم النفس السريري
جامعة بغداد
هي عبارة عن تغيير نفسي يطرأ على الأشخاص جراء تعرضهم لحادثة معينة يصعب عليهم تقبلها و قد تكون غير متوقعة الحدوث بالنسبة لهم،
بالإضافة إلى تعرضهم لبعض الحالات التي تسمى بالنوبات والتي تتولد نتيجة تلك الحادثة، في الغالب إن نوبات الصدمة النفسية تزول من جراء نفسها إلا أن هناك بعض الحالات التي تتطلب إعطاء الأشخاص المصابين بالصدمة النفسية أدوية مهدئة لتخليصهم من معاناة النوبة النفسية.
بغض النظر عن مصدر الالم، تحتوي الصدمة العاطفية على ثلاثة عناصر مشتركه:
• وقوع الحدث غير متوقع.
- الشخص لم يكن مستعدا.
- لم يكن هناك شيء يستطيع الشخص أن يقوم به لمنعه من الحدوث.
أسباب الصدمة النفسية
- فقدان الوالدين : من أكثر الحوادث التي تؤثر في نفسية الأشخاص هي فقدان الأم والأب بالموت حيث أنها تسبب أثرا أكبر في حال تم فقدانهم في مرحلة الطفولة، كما أن مثل هذه الحادثة يستمر أثرها مدى الحياة.
- الإغتصاب : تتعرض بعض الفتيات للإغتصاب الأمر الذي ينتهي بهن إلى الإصابة بصدمة نفسية مصاحبة للخوف من الأشخاص الغريبين كذلك اليأس من الحياة، و عدم القدرة على تخطي ما حدث.
- التعذيب : يتعرض بعض الأشخاص إلى حالات ضرب وعنف من قبل الآباء أو المدرسين أو من بعض الأشخاص و الذي يولد صدمة نفسية لديهم بسبب انتهاك شخصياتهم و سحق حياتهم و إحساسهم الدائم بالضعف.
- الإصابة بأمراض خطيرة : يصاب بعض الأشخاص بمرض خطير يصعب الشفاء منه مما يسبب يأس من الحياة وخلوها من الأهداف والمرح وبالتالي فإنه يصاب بالإكتئاب و بصدمة نفسية.
- صدمات الحروب: والتي تحدث اثناء الحروب (القتل – القصف – التهجير).
مراحل الصدمة النفسيّة
- رد الفعل الأولي هو عبارة عن المشاعر وردود الأفعال التي تصدر من المصدوم، وقد تكون ردوداً نفسيّة كالصراخ، والبكاء، أو الصمت لفترة طويلة، أو جسدية مثل فقدان الوعي، والتشنّجات.
- المرحلة المتوسطة تأتي بعد مضي فترة معيّنة على الحادثة التي تسببت في الصدمة النفسيّة، ويميل المصدوم فيها للجلوس وحده، وعدم الرغبة في التحدث مع أحد، وفقدان الشهيّة للأكل، وعدم الشعور بالفرح، على الرغم من توفير أجواء السعادة والمرح له، واعتناء الأشخاص به على أكمل وجه.
- مرحلة ما بعد الصدمة في هذه المرحلة يعتقد المحيطون بالمريض أنّه قد شفي تماماً، لكنّه قد يواجه بعض الأعراض السابقة، كالخوف المستمر، والصراخ أثناء النوم، بسبب مشاهدة الحادثة التي وقعت على شكل حلم، ويبقى أيضاً في حالة رعب وشك، وعدم الاطمئنان للأشخاص من حوله، أو تفضيل البقاء مع أشخاص دون غيرهم. PTSD
اعراض الصدمة النفسية
- الرفض وعدم الثقة يعد رفض الآخرين وعدم الوثوق بشيء من أكثر الأعراض شيوعاً بين المصابين بالصدمة النفسية، وغالبا ما يظهر ذلك مباشرة بعد حدوث الصدمة.
- العدوانية غالبا ما يتحول الأشخاص بعد تعرضهم للصدمة إلى عدوانيين ويعود ذلك نتيجة لشعورهم بالغضب تجاه أنفسهم، وذلك بسبب لومهم الدائم لأنفسهم لما تعرضوا له، حيث يمكن أن تظهر هذه العدوانية على شكل عصبية انفجارية، بالإضافة إلى أنهم يصبحون أشخاص متقلبين للمزاج بشكل متكرر.
- مشاكل في النوم بعد التعرض لحادثة الصدمة يواجه الأشخاص اضطرابات في النوم، مما يجعله أكثر عرضه للكوابيس والأرق وصعوبة في النوم أو الرعب الليلي، وقد يكون السبب في ذلك هو التفكير المفرط بحادثة الصدمة.
- القلق يصاحب التعرض للصدمة النفسية الشعور المستمر بالقلق، حيث يصبح الشخص دائم التفكير بما حدث معه ومحاولاً دائما تجنب الأماكن والأحاديث التي قد تذكره بذلك، وهذا يجعله يشعر باستمرار بوجود الخطر من حوله.
خطوات لعلاج الصدمة العاطفية:
1- تجنّب العزلة:
فالمساندة من قبل الأصدقاء والأحباء تعطي سنداً نفسياً لا يستهان به، كما أنها تحمي من الشعور بالوحدة وما يتبعه من تأثيرات سلبية، علاوة على أنها تعطي إحساساً بالأمان، الذي بدوره يخفف من وقع الصدمة.
2- الإقرار بالمشاعر:
حدّد ما تشعر به بصراحة، وقرّ به لنفسك. إن الإقرار بالمشاعر السلبية، يعتبر الخطوة الأولى في علاج الصدمة العاطفية، أما تجاهل هذه المشاعر بهدف نسيانها، فيؤدي إلى دفنها مؤقتاً وليس الخلاص منها.
3- مناقشة الموقف:
إن مناقشة أبعاد الصدمة مع أحد والديك أو كليهما، أو أحد أصدقائك أو غيرهم ممن تثق في رأيه، تخرج ما بداخلك من حزن. ولكن لا تضغط على نفسك كثيراً، إذا شعرت أنك تميل إلى الصمت لفترة من الوقت.
4- الأمل وسط المحنة:
درب نفسك على توقع الأفضل، وتمسك بالأمل في وسط المحنة، وتذكر المرات السابقة التي كنت تمر فيها بأزمة، وكيف أن الموقف قد مر بسلام. فغالباً ما يرى الإنسان الدنيا سوداء في وقت الأزمة غير أنها في واقع الأمر لا تكون كذلك تماماً.