د. اشرف موفق فليح
علم النفس السريري
جامعة بغداد
ما هو الخوف
هو حالة شعورية وجدانية يصاحبها انفعال نفسي وبدني ينتاب الفرد عندما يتسبب مؤثر خارجي في احساسه بالخطر .
عرّف علماء النفس الخوف بأنّه شعور يُصيب عقل الإنسان المترقب لحدوث أمر سلبيّ له من خطر معين، وقد يكون هذا الشعور حقيقياً، أو مجرد خيال ووهم لا وجود له.
تصنيف الأطفال حسب سبب الخوف
يُقسم الأطفال من حيث خوفهم إلى ما يلي
- الأطفال الذين لا يخافون لضعف الإدراك العقلي أو عدم الانتباه.
- الأطفال الذين يخافون خوفاً طبيعياً.
- الأطفال الذين يخافون خوفاً مرضياً، وهذه الحالة تسمّى الفوبيا.
أسباب ودواعي الخوف عند الأطفال
- تعرّض الطفل لأشياء ومواقف لا يستطيع تفسيرها، فيشعر الطفل بتهديد هذه الأشياء له، وقد نجد طفلاً لا يخاف من أشياء تُخيف أخاه الآخر أو أخته.
- ما يراه الطفل من ردود فعل الآخرين تجاه شيء ما، حيث يشعر الطفل بالخوف عندما يرى ردّة فعل الشخص الكبير تحاه أمرٍ ما، أو حتى طفل آخر، عندما يرى ثعباناً أو أسداً مثلاً.
- رؤية الطفل لحدث مُخيف ومؤلم، كمشاهدة الطفل لحادث سير مُخيف، أو قطة دهستها سيّارة، من الطبيعيّ أن يشعر الطفل بالخوف، فهذا النّوع من الحوادث تبقى عالقة في ذهن الطّفل حتى يكبر.
- عدم احترام الطفل وانعدام شخصيّته، فالكثير من التصرّفات التي تخرج من الوالدين أو أفراد الأسرة قد تعدم شخصية الطفل، وتقلِّل من احترامه، بل وتجعله لا يحترم نفسه، ويفقد الثّقة بها، لذلك على الوالدين وأفراد الأسرة دعم الطفل، وتعزيز ثقته بنفسه، وإشعاره بقيمة نفسه، حتى يتجنّب الطفل الخوف.
- مشاكل الأسرة الدّائمة، فالمشاكل الأسريّة الدائمة تُعرّض الأطفال إلى التّوتر، وتجعلهم عُرضة للخوف، وهذه مشكلة مهمة يجب على الأسرة أن تعالجها وتتجنّبها للحفاظ على أطفالهم.
- القلق الذي يعاني منه الطفل يرجع إلى مستوى خوفه من أحداث ماضية، ومن سعة خياله، حيث هناك الكثير من الأطفال يتَّصفون بخيالٍ جامح يخافون منه.
كيفية علاج الخوف عند الأطفال
مهما اختلفت أنواع المخاوف المرضية التي تعتري الطفل، إلا أن طريقة علاج الخوف تشترك لجميع الأنواع بما يلي:
– تقليل الحساسية أو إزالتها، إن هدف إزالة المخاوف من الأطفال هو أن نجعلهم أقل حساسية تجاه الأمور التي يخشونها. ولنتمكن من ذلك يجب إقران موضوع الخوف بأي شيء سار “إشراط مضاد” مما سيجعل حساسية الأطفال من الخوف تقل بالتدريج. وعلى سبيل المثال يمكن أن يقوم الطفل بتمثيل بعض المشاهد في غرفة خافتة الإضاءة كخطوة أولى للتغلب على الخوف من الظلام، وبهذا يتحول الخوف عند الطفل إلى نشاط ممتع بمشاركة أفراد الأسرة، يشعره بالأمان.
– مشاهدة نموذج ما، يمكن استعمال الأفلام للتقليل من مخاوف الطفل المرضية، وتعويده على مشاهدة مواقف أكثر إخافة، بحيث يرى الطفل بعض المواقف التي تحفزه وتشعره بالطمأنينة.
– مكافأة الطفل على شجاعته، وذلك بمدح كل خطوة شجاعة يُقدم عليها الطفل، وتقديم الجوائز له، وكون الطفل يتمكن من تحمل جزء من موقف يخيفه، فيجب مكافأته عليه.
– التفكير بإيجابية والتحدث مع النفس، بأن يقال للطفل: إن التفكير في أشياء مخيفة يجعلك أكثر خوفًا، وأما التفكير بإيجابية فيؤدي إلى مشاعر أهدأ وإلى سلوكيات أشجع.
– تعويد الطفل على الاعتماد على نفسه تدريجيًا، فالإكثار من العطف الزائد والرعاية الزائدة، تؤدي إلى الضرر بالطفل وليس نفعه، كذلك النبذ والنقد والتهديد والاستخفاف بمشاعر الطفل ومخاوفه واتهامه بالجبن، وغير ذلك من الأساليب القاسية التي تؤدي إلى كبت المخاوف وتفاقم المشكلة، لذلك على الأهل احترام الطفل وتشجيعه على التعبير عن مخاوفه والتغلب عليها.